للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مقالةٌ في أن فهم الشريعة لا بُدَّ فيه من اتباع معهود العرب (١) الذين نزل القرآن بلسانهم، والجريان على ما ألِفه جمهورُهم في الألفاظ والمعاني والأساليب

"لا بُدَّ في فهم الشريعة من اتباع معهود الأميين، وهم العرب الذين نزل القرآن بلسانهم؛ فإن كان للعرب في لسانهم عُرفٌ مستمرٌّ، فلا يصِحُّ العدول عنه في فهم الشريعة، وإن لم يكن ثَمَّ عُرفٌ، فلا يصِحُّ أن يُجرى في فهمها على ما لا تعرفه، وهذا جارٍ في المعاني والألفاظ والأساليب" (٢)، "فلا يستقيم للمتكلِّم في كتاب الله أو سُنَّة رسول الله أن يتكلَّف فيهما فوقَ ما يسَعُه لسان العرب، وليكن شأنُه الاعتناء بما شأنُه أن تعتنى العرب به، والوقوف عند ما حدَّتْه" (٣).

فـ "إنما يصِحُّ في مسلك الإفهام والفهم ما يكون عامًّا لجميع العرب، فلا يُتكلَّف فيه فوق ما يقدرون عليه بحسب الألفاظ والمعاني، فإن الناس في الفهم وتأتِّي التكليف فيه ليسوا على وزان واحد ولا متقارِب، إلا أنهم يتقارَبون في الأمور الجمهورية وما والاها، وعلى ذلك جرَت مصالحهم في الدنيا، ولم


(١) راجع في مزيد بيان لمصطلح "معهود العرب" عند الشاطبي وما يتعلَّق به: القراءة السياقية عند الأصوليين: قراءة في مفهوم معهود العرب عند الشاطبي؛ معهود العرب عند الإمام الشاطبي: دراسة مصطلحية.
(٢) الموافقات ٢/ ١٣١.
(٣) السابق، ٢/ ١٣٥.

<<  <   >  >>