موافقاً لهديهم فيحبَّ من أحبّوا ويؤمن بما آمنوا به، ويعمل بعملهم ونهجهم، أمَّا أن يدعي حبَّهم ويكون مخالفاً لسيرتهم ونهجهم فهذا مسكين ما فهم حقيقة المحبة وما زاده ادّعاؤُه إلا حيرةً وضلالاً، فيظنُّ أنَّه على خيرٍ بحبِّه محمداً وآل بيته وأصحابه وهو أبعد ما يكون عن الحقِّ والله المستعان.
أما اعتقادنا كمسلمين، فإنّنا نحبّ كل آل بيت محمد صلوات الله وسلامه عليهم ونوقِّرهم وذلك لقرابتهم من النَّبي ولحبِّنا لمحمد صلوات الله وسلامه عليه وأمّا من عرف منهم بالعلم والصلاح والتقوى فنحبُّه لأمرين، أولهما: تقواه وصلاحه وعلمه، وثانيهما: قرابته من النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
وفي هذا البحث سأعمل جاهداً لأبيَّن سيرة ومنهج قطبٍ من أقطاب آل البيت وهو الإمام محمد «الباقر» رضوان الله عليه، وكيف أنَّه كان ممَّن يتبعون النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولا يخالفونه، فلم يكن مبتدعاً، بل كان حكم الله ورسوله هو المقدَّم دائماً لديه رضوان الله تعالى عليه.