للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الفصل الرابع

الإمام «الباقر» ... ذلك الرجل المُوَحِّدُ

لم يألُ النبي صلى الله عليه وآله وسلم جهداً في تبليغ رسالة ربه، فأتمَّ لنا الدِّين وتركنا على المحجَّة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك، وقد شهد له الله عزَّ وجل بذلك فقال في كتابه العزيز: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلَامَ دِيناً} (١)، فجزاه الله عنَّا خير ما يجزي به نبيّاً عن أمته.

ولم يختص النبي صلى الله عليه وآله وسلم أحدا من أمته بتعاليم خاصة يمكن أن تتداول من بعده عليه الصلاة والسلام سرّا أو علانية، فقد أُكمل الدين تمّت النعمة.

وفي مسند أحمد عن الحارث بن سويد قال: قيل لعلي: إن رسولكم كان يخصكم بشيء دون الناس عامة قال: ما خصنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بشيء لم يخص به الناس إلا بشيء في قراب سيفى هذا، فاخرج صحيفة فيها شيء من أسنان الإبل وفيها أن المدينة حرم من بين ثور إلى عائر من أحدث فيها حدثا أو آوى محدثا فإن عليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل منه يوم القيامة صرف ولا عدل وذمّة المسلمين واحدة فمن أخفر مسلما فعليه لعنه الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل منه


(١) المائدة آية (٣).

<<  <   >  >>