للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[مدح الإمام «الباقر» للصحابة رضوان الله عليهم]

بعد أن أوردنا بعض الآيات التي تمدح أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم واستعرضنا بعض الأقوال المخالفة لصريح القرآن نستعرض ذرات من أقوال «الباقر» رضي الله عنه في أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم.

الرواية الأولى: روى الطوسي في الأمالي عن «الباقر» رضي الله عنه أنه قال: «صلّى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام بالناس الصبح بالعراق فلما انصرف وعظهم فبكى وأبكاهم من خوف الله تعالى، ثم قال: أما والله لقد عهدت أقواماً على عهد خليلي رسول الله صلى الله عليه وآله وإنهم ليصبحون ويمسون شعثاً غبراً خمصاً بين أعينهم كَرُكَب المعزى (١)، يبيتون لربهم سجداً وقياماً، يراوحون بين أقدامهم وجباههم يناجون ربهم، ويسألونه فكاك رقابهم من النار، والله لقد رأيتهم وهم جميع مشفقون منه خائفون» (٢).

تأمَّل ثناء سيدنا علي رضي الله عنه وأرضاه على الصحابة وحبِّه لهم، ثم تأمل قوله: «والله لقد رأيتهم وهم جميع مشفقون منه خائفون»، ثمّ وَجِّه بعد ذلك سؤالًا


(١) الركب: جمع ركبة والمعزى: هي ذوات شعر من الغنم والمقصود من هذا التشبيه هو وصفهم بكثرة السجود لأنه يحصل بها في الجبهة صلابة وخشونة لكثرة وضعها على الأرض وهو مصداق قول الله تعالى فيهم: {سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ}.
(٢) بحار الأنوار للمجلسي (٢٢/ ٣٠٦)، الأمالي للطوسي ص (١٠٢)، نهج البلاغة (١/ ١٩٠).

<<  <   >  >>