يروي عن «الباقر» ثلاثين ألف حديث، ومنهم من روى سبعين ألف حديث!، وهذا عدد ضخمٌ جداً، ولا بد أن يتناسب عدد الروايات مع الفترة الزمنية التي يقضيها الراوي مع شيخه، فالعلم لا يُسقى بكأس بل يُنال بالدراسة والمثابرة، ولو فرضنا ضبط الراوي لهذا العدد الهائل من الأحاديث، فكيف يمكن أن نتقبل عقلاً إمكانية تلقِّي هذا العلم بجلسةٍ واحدة ومثال ذلك ما رواه الحر العاملي في كتابه «الوسائل» أنّ قوماً أتوا إلى «الباقر» رضي الله عنه وأرضاه فسألوه عن ثلاثين ألف مسألة في مجلس واحد فأجابهم وعمره
حين ذاك تسع سنين! (١).
فلو تجاوزنا تنزُّلاً عن حداثة سنّه حينما أجاب على هذا العدد من المسائل، فكيف نتجاوز عن عدد المسائل؟، لو فرضنا أنّ كل مسألة وجوابها يستغرقان ثلاثين ثانيه «وهذا محال في العقل والمنطق» فبعملية حسابية بسيطة نجد أن مدَّة المجلس مئتين وخمسين ساعة أي ما يعادل عشرة أيام ونصف تقريباً!.
(١) الوسائل (٢٨/ ٢٨٠) باب (حد النباش) حديث رقم (٦).