للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وذلك أنّ أهل الكوفة قد قتلوا أباها الحسين رضي الله تعالى عنه وزوجها مصعب بن الزبير.

وقال الإمام «زين العابدين» لهم: «هيهات هيهات أيها الغَدَرَةُ المَكَرَة حيل بينكم وبين شهوات أنفسكم، أتريدون أن تأتوا إليّ كما أتيتم إلى آبائي من قبل..» (١).

قلت: وذمّهم كثير جداً لغدرهم وخياناتهم المتكررة لأهل البيت رضوان الله تعالى عليهم، وليس المجال هاهنا لحصره، ولكنَّ أهل الكوفة في ذلك الزمن لم يكتفوا بهذا الخزي، بل زادوا على ذلك الظلم ظلماً أكبر، وهو كذبهم على أهل البيت، فزاغوا وأزاغوا معهم خلقاً كثيراً، وقد قال فيهم أبو جعفر «الباقر» رضي الله تعالى عنه: «إنّ أحاديثنا إذا أسقطت إلى الشام جاءتنا صحاحاً، وإذا أُسقطت إلى العراق جاءتنا وقد زيد فيها ونقص» (٢).

وصدق ابنه جعفر «الصادق» رضي الله عنه حين قال: «إنّا أهل بيت صادقون، لا نخلو من كذّاب يكذب علينا، ويسقط صدقنا بكذبه علينا عند الناس...» (٣).


(١) مثير الأحزان ص (٧٠).
(٢) شرح الأخبار القاضي النعمان المغربي (٣/ ٢٧٨).
(٣) مستدرك الوسائل الميرزا النوري (٩/ ٩٠) باب تحريم الكذب على الله وسوله رقم (١٠٣٠٦).

<<  <   >  >>