للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ورجل قرأ القرآن، فحفظ حروفه وضيع حدوده ورجل قرأ القرآن، فوضع دواء القرآن على داء قلبه واسهر به ليله واظمأ به نهاره وقام به في مساجده، وتجافى به عن فراشه، فبأولئك يدفع الله تعالى البلاء، وبأولئك يديل الله من الأعداء، وبذلك ينزل الغيث من السماء، والله لهؤلاء في قراء القرآن أعز من الكبريت الأحمر» (١).

فلا يلزم كون الإنسان قارئا للقرآن، أن يكون تقيَّاً مخلصاً، فقد يكون ممن يطلبون الدنيا بقراءتهم لكتاب الله، وقد يقرأ القرآن ولا يعمل بما فيه.

وسنتأمل الآن معا في بعض رواياته لنعلم حال هذا الراوي:

الحديث الأول: روى الكليني في الكافي بسنده عن حمران بن أعين قال: قلت لأبي جعفرعليه السلام: جعلت فداك ما أقلنا لو اجتمعنا على شاة ما أفنيناها؟ فقال: ألا أحدثك بأعجب من ذلك، المهاجرون والأنصار ذهبوا إلا - وأشار بيده - ثلاثة قال حمران: فقلت: جعلت فداك ما حال عمار؟ قال: رحم الله عمارا أبا اليقظان بايع وقتل شهيدا فقلت في نفسي: ما شيء أفضل من الشهادة؟ فنظر إلي فقال: لعلك ترى أنه مثل الثلاثة أيهات أيهات (٢).

قلت: انظر إلى هذه الرواية الخطيرة التي ينسب فيها حمران المهاجرين والأنصار إلى الكفر.

ومن هم المهاجرون والأنصار؟


(١) روضة الواعظين الفتال النيسابوري ص (٩).
(٢) الكافي للكليني (٢/ ٢٤٤) باب (في قلة عدد المؤمنين) رقم (٦).

<<  <   >  >>