كتاب الروض الناضر في سيرة الإمام أبي جعفر الباقر

الفصل الرابع الإمام «الباقر» ذلك الرجل الموحد - ص: 237

استكباراً، وتوعدت على تركه دخول جهنم داخرين» (١)، ولهذا نُقل عنه رضي الله عنه تصريحه بأن «أفضل العبادة الدعاء» (٢) وقد سُئل مرة: «أي العبادة أفضل؟ فقال: ما من شيء أفضل عند الله من أن يُسأل» (٣) فلا عجب حينئذ أن يُخلص الإمام «الباقر» الدعاء لخالقه عز وجل لعلمه بأن الدعاء عبادة والعبادة لا تُصرف إلَّا لله عز وجل.

لقد كان من دعائه رضي الله عنه إذا أصبح أن يقول: «أصبحت وربِّي محمود أصبحت لا أشرك بالله شيئاً، ولا أدعو معه إلهاً، ولا أتخذ من دونه ولياً» (٤).

---

(١) الصحيفة السجادية ص (٢٢٤).
(٢) الوسائل للحر العاملي باب (استحباب إختيار الدعاء على غيره من العبادات المستحبة) (٧/ ٣٠)
(٣) الكافي (٢/ ٣٨٨) (كتاب الدعاء- باب القول عند الإصباح والإمساء)
(٤) الكافي (٢/ ٣٨٨) (كتاب الدعاء- باب القول عند الإصباح والإمساء).