للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يقدرون على إيصال المنافع إلى غيرهم إلا بتيسير الله وتسبيبه وهو مالك الرقاب ومقلب القلوب ومسبب الأسباب وكذا قوله: {أَفَاتَّخَذْتُم مِّن دُونِهِ أَوْلِيَاء} ظاهره في الأصنام ويجري في غيرها» (١).

إن محمد صلوات الله وسلامه عليه وهو أحبُّ النَّاس إلى الله، وهو أكرمهم وأجلّهم منزلة عنده، لا يقدر على نفع أحد إلَّا بإذن الله عزَّ وجل، وقد قال الله تعالى في كتابه الكريم: {وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلْ أَفَرَأَيْتُم مَّا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ} (٢)، وهذا جارٍ في الأصنام وفي غيرها، ولنا أن نسأل هل يقدر الولي بل وحتى النبي أن يكشف الضر من دون إذن الله عزَّ وجل؟ فإن لم يكن على ذلك بقادر أَوَلَيْسَ الأولى أن ندعو من هو قادر على ذلك؟

إن «الباقر» وعلياً والحسن والحسين وأبا بكر وعمر ما هم إلا عبادٌ لله، وهم والله غير قادرين على دفع الضُرّ عن أنفسهم حتى يدفعوه عن غيرهم، بل إنَّ من يستغيثون بالحسين وبغيره من أولياء الله يُقِرُّونَ بأنَّهم قد قُتلوا، وأنَّ الحسين رضي الله عنه قد مات عطشاناً رضي الله عنه، فكيف تستغيثون بمن لم يقدر أن يَسقي نفسه شربة ماء؟


(١) بحار الأنوار المجلسي (٦٨/ ١١٥).
(٢) الزمر (٣٨).

<<  <   >  >>