للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الحديث، فأعاده ثلاثاً فقلت: لا والله لا سألت أحداً بعد هذا حاجة، فما لبثت أن جاءني برزق وفضل من عنده» (١).

فأقول: يا بؤس من يؤمل غير الله ويا بؤس من يدعو غير الله، ويا بؤس من يستجير بغير الله، فإنه قد لجأ إلى العبد وترك المعبود، واعتصم بالناس ونسي رب الناس، فيا من تسأل غير الله اتِّق الله، واقتد بالنَّبي وبآل بيته وبصحابته، فو الله ما أشركوا مع الله أحداً بدعائهم أبداً، ولا يغرنَّك كثرة من ترى ممن ضلوا سواء السبيل فقد قال تعالى في كتابه العزيز {وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللّهِ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ} (٢).

وقد قال أحد العلماء العارفين رحمه الله: «الزم طريق الهداية ولا يضرنك قلة السالكين، وإياك وطريق الغواية ولا يغرنك كثرة الهالكين».

وقد نقل عن «الباقر» رضي الله عنه قوله: «ما اغرورقت عين بمائها من خشية الله عز وجل إلا حرّم الله جسدها على النار، ولا فاضت دمعة على خد صاحبها فرهق وجهه قتر ولا ذلة يوم القيامة، وما من شيء من أعمال الخير إلا وله وزن أو أجر إلا الدمعة من خشية الله، فإنّ الله يطفئ بالقطرة منها بحاراً من نار يوم القيامة، وإنّ الباكي ليبكي من خشية الله في أمة فيرحم الله تلك الأمة ببكاء ذلك المؤمن فيها» (٣).


(١) الأمالي للطوسي ص (٥٨٤).
(٢) الأنعام (١١٦).
(٣) الأمالي للمفيد ص (١٤٣).

<<  <   >  >>