للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والله تعالى أعلم، وقد رجحه بعض المؤرخين والمحدثين (١)، وكان نقش خاتمه «القوة لله جميعاً» (٢).

وكانت وفاته بالحميمة (٣)، ونقل إلى المدينة ودفن بالبقيع في القبر الذي فيه أبوه وعم أبيه الحسن بن علي في القبة التي فيها قبر العباس (٤).

ونقل ابن بابويه القمي روايات تفيد أن «الباقر» رضي الله عنه قد مات مسموماً وأنّ المتهم في قتله هو الخليفة الأموي، ويهدف القمي من نقل هذه الروايات:

اتهام الأمويين وتعزيز الحقد عليهم وإظهار أنَّ الدولة الأموية لم يكن لها غرض إلا تتبع أهل البيت وقتلهم، وليس المراد من الإشارة إلى هذه النقطة تبرئة الدولة الأموية من المظالم بحق معارضي الخلافة من أهل البيت ومن غيرهم (٥)،

لكن الذي


(١) انظر الوافي في الوفيات (٤/ ٧٧)، تهذيب التهذيب (٩/ ٣١٢)، و العبر (١/ ٢٥)، الإكمال لابن ماكولا (١/ ١٧٣).
(٢) حلية الأولياء (٣/ ١٨٦).
(٣) الحميمة: قرية ببطن مر من نواحي مكة بين سروعة والبريراء فيها عين ونخل.
(٤) الوافي في الوفيات (٤/ ٧٧).
(٥) كان بعض خلفاء بني أمية حريصين على الحكم ولم يبالوا على دماء من قام حكمهم هذا، فأوذي وقُتل في سبيل هذا الكرسي عدد من علماء وأئمة المسلمين من أهل البيت ومن غيرهم ومنهم: «الصحابي الجليل أنس بن مالك رضي الله عنه، والصحابي الجليل الحسين بن علي رضي الله عنهما سيد شباب أهل الجنة، والصحابي الجليل عبد الله بن الزبير بن العوام رضي الله عنهما ابن حواري رسول الله، والإمام زيد بن علي بن الحسين، والتابعي الجليل سعيد بن جبير، وأبو البختري، وعبد الرحمن بن أبي ليلى، ومسلم بن يسار = = المدني، وغيرهم كثير» وحسبنا من قُتل من علماء المسلمين في فتنة ابن الأشعث، بل هناك من خلفاء بني أمية من قَتل إخوانه أو بني عمّه من أجل الملك كما حصل في زمان الوليد بن يزيد بن عبد الملك، وعمر بن عبد العزيز رحمه الله وأما من لم يعارضهم فلم يتعرض لسوء، سواء كان من أهل البيت أو من غيرهم مثل: «علي بن الحسين، وابنه الباقر، وجعفر الصادق بن محمد الباقر والحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب وأبناؤه رضي الله عنهم» ..

<<  <   >  >>