للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فلان بن فلان وقال: يا أمير المؤمنين إنا سمعنا الله فلولا أنه كان من المسبحين، فقال: اقعد يا بكار فلولا أنه كان من المقرين للبث إلى آخر الآية» (١).

أقول: لقد جمعت هذه الرواية بين طياتها مصائب كبرى وطوام عظمى مثل الطعن بسيدنا يونس عليه السلام وأنه عاصٍ لأمر الله تعالى، وفيها الطعن بكتاب الله والقول بتحريفه والعبث بآياته، ثم نسبة هذه الكفريات إلى أئمة أهل البيت رضي الله تعالى عنهم بل وإلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وحاشاهم أن تصدر عنهم هذه الأقوال، ثم أقول: لماذا يأبى يونس عليه السلام أن يؤمن بولاية علي رضي الله عنه هل بينهما ضغينة ما؟ نعوذ بالله من الخذلان.

وروى المجلسي عن «الباقر» و «الصادق» عليهما السلام أنهما قالا: «كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم لا ينام حتى يقبل عرض وجه فاطمة، يضع وجهه بين ثديي فاطمة ويدعو لها، وفي رواية حتى يقبل عرض وجنة فاطمة أو بين ثدييها» (٢).

أقول: {كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِن يَقُولُونَ إِلَّا كَذِباً} (٣)، أين الغيرة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم؟ وأين الغيرة على بنت النبي صلى الله عليه وآله وسلم؟ هل يقبل أحد أن يُنسبَ مثل هذا الزور والفحش إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم؟ أهكذا يُعامِل الرجل ابنته البالغة؟ على الكذَّاب من الله ما يستحق.


(١) بحار الأنوار (٢٦/ ٣٣٣).
(٢) بحار الأنوار (٤٣/ ٤٢).
(٣) الكهف (٥).

<<  <   >  >>