للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فأنبأه الله تعالى عن قصته، وقال: {كهيعص}، «فالكاف» اسم كربلاء، و «الهاء» هلاك العترة، و «الياء» يزيد، وهو ظالم الحسين عليهما السلام، و «العين» عطشه، و «الصاد» صبره (١).

أقول: أيُّ منهج اتَّبعه هؤلاء المتقولون في التفسير؟ ولنا أن نسألهم إن أتانا شخصٌّ وفسَّر الآيات كالتَّالي:

كاف: كعب الأحبار، هاء: هند بنت عتبه، ياء: يزيد بن أبي سفيان، عين: عبد الله بن عثمان، صاد: صدقوا ولهم الجنة.

٢ - واقرأ هذه الرواية: قال «الباقر» عليه السلام: {ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ} قال: كرهوا عليّا، وكان أمر الله بولايته يوم بدر ويوم حنين وببطن النخلة ويوم التروية ويوم عرفة نزلت فيه خمس عشرة آية في الحجة التى صدعها رسول الله «صلى الله عليه وآله» عن المسجد الحرام وبالجحفة وبخم (٢).

انظر كيف يحصر رضوان الله جل وعلا بولاية علي ويتهم أصحاب النبي أنهم كرهوا رضوان الله، ثم أنظر كيف يكذب بقوله: «نزلت فيه خمسة عشرة آية»، لنا أن نسأل أين هذه الآيات الخمسة عشر؟

ثم إن صاحب هذه الرواية يُكذِّب الله عز وجل، والعياذ بالله منه ومن كذبه فقد شهد الله تعالى لأصحاب النبي صلى الله عليه و آله وسلم أنهم يبتغون رضوانه


(١) كمال الدين وتمام النعمة لابن بابويه القمي الملقب بـ «الصدوق» ص (٤٦١).
(٢) روضة الواعظين الفتال النيسابوري ص (١٠٦).

<<  <   >  >>