للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قلت: إن إكمال الآية كافٍ في دحض هذا الافتراء، إذ يقول الله تعالى: {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ} (١).

لنا أن نسأل، من هو الظالم لنفسه من بين أئمة أهل البيت؟، لا أظن أن من هؤلاء الغلاة يملك على هذا التساؤل المنطقي إجابة.

٤ - روى القاضي النعماني بسنده عن جابر بن عبد الله عن «الباقر» رضي الله عنه: كنا جلوساً معه فتلا رجل هذه الآية «كل نفس...»، فقال رجل: ومن أصحاب اليمين؟ قال عليه السلام: شيعة علي بن أبي طالب عليه السلام (٢).

نسأل هنا، لو أن الانتساب لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه يجعل الإنسان من أصحاب اليمين ويكون نصيبه الجنَّة، أليس من باب أولى أنَّ المنتسب إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كحال أصحاب النبي رضوان الله عليه هو أيضا من أصحاب اليمين؟ فكيف ينسب هؤلاء الكفر والردة إلى أصحاب النبي؟، أم أنَّ الانتساب إلى علي هو أكرم من الانتساب إلى الرسول صلى الله عليه و آله وسلم؟ لا أظنُّ أنَّنا سنجد جواباً أيضاً.


(١) فاطر (٣٢).
(٢) شرح الأخبار للقاضي النعمان المغربي (٣/ ٥٧٦).

<<  <   >  >>