و أرضاهم، لم يتعلم من كل هؤلاء ثم يأتي ويتعلم من «الباقر» رضي الله عنه الذي لم يلقَ هؤلاء ولم يتعلم منهم!!.
لقد فات واضع هذه الرواية أنه بذلك يطعن بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم وكبار الصحابة بأنهم قصَّروا في نشر هذا الدين وتعليمه للناس، حتى إن جابراً وهو صحابي مثلهم وقد عاش في ظل خلافة الخلفاء الأربعة بما فيها من نهضة علمية وقرب من هدي النبي صلى الله علية وآله وسلم فكيف لم يتعلم منهم واحتاج للتعلم ممن لم يلق النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولم يأخذ عنه، كما أن في هذه الرواية طعنٌ في «الباقر» نفسه عندما يُنسب له أنه يحدِّث عن جابر كذباً، وهو أجلُّ من أن يَنسب الحديث إلى من لم يقله، ولقد دلّت بعض الروايات الصحيحة على تعلّم أبي جعفر «الباقر» على يدي جابر بن عبد الله رضي الله عنه ومن هذا الأحاديث ما رواه البخاري في صحيحه عن أبي إسحاق قال: «حدثنا أبو جعفر أنه كان عند جابر بن عبد الله هو وأبوه وعنده قوم فسألوه عن الغسل...».
ومنها أيضا ما رواه مسلم في باب الحج أن الباقر أتى إلى جابر بن عبد الله رضي الله تعالى عنه وطلب منه أن يعلّمه كيف حج النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال له: أخبرني عن حجة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم...».