على أن كثرة الرواية ليست معياراً لفقه الراوي، فإن أبا هريرة رضي الله عنه -وهو أكثر الصحابة رواية لحديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم - ليس بأفقه الصحابة، فإن الخلفاء الأربعة وأم المؤمنين عائشة وابن عباس وابن مسعود وأُبي بن كعب أفقه من أبي هريرة رضي الله عنهم أجمعين.
وحديث النبي صلى الله علية وآله وسلم:«نضَّر الله امرأ سمع منا حديثا فحفظه حتى يبلغه فرب حامل فقه إلى من هو أفقه منه ورب حامل فقه ليس بفقيه»(١)، يعكس هذه الحقيقة، وهو ما ينطبق كذلك على الإمام «الباقر» في مقابل الصحابة المقلِّين في الرواية أو بعض أهل زمانه من العلماء الذين لم يعرفوا بكثرة الرواية لكنهم فاقوا الإمام «الباقر» علماً وفضلاً.
وفيما يلي استعراض لروايات الإمام «الباقر» في الكتب التسعة.
(١) سنن أبي داود كتاب (العلم) باب (فضل نشر العلم) حديث رقم (٢٥٨٢)، وحسنه الترمذي في كتاب (العلم) باب (الحث على تبليغ السماع) حديث رقم (٢٥٨٠).