يخبر تعالى عما تمالأ عليه فرعون وملؤه، وما أضمروه لموسى عليه السلام وقومه من الأذى والبغضة، (وقال الملأ من قوم فرعون) أي: لفرعون (أتذر موسى وقومه ليفسدوا في الأرض) ، أي: يفسدوا أهل رعيتك، ويدعوهم إلى عبادة ربهم دونك، يا لله العجب! صار هؤلاء يشفقون من إفساد موسى وقومه! إلا إن فرعون وقومه هم المفسدون، ولكن لا يشعرون، ولهذا قالوا: (ويذرك وآلهتك) قاله ابن كثير في " تفسيره ". وقال تعالى: "قال موسى لقومه استعينوا بالله واصبروا" [الأعراف: ١٢٨] ، فالمطلوب إذا عند شدة الأذى من الحكام: الاستعانة بالله والصبر؛ حتى يجعل الله للمؤمنين المتقين مخرجا، ويمكِّن للمؤمنين في الأرض. انتهى نقلا من " التفسير الوجيز على هامش الكتاب العزيز " (ص ١٦٥) .