(٢) روى القصة البخاري في صحيحه بالأرقام (١٣٢٩ - ٣٦٣٥ - ٤٥٥٦ - ٦٨١٩ - ٦٨٤١ - ٧٣٣٢ - ٧٥٤٣) ، ومسلم برقم (٤٤٢٧ و ٤٤٤٠) وقد تقدمت ص (١٠٨) . وفي هذه القصة العجب العجاب من فعل أهل الجاهلية، وفيها عدة مسائل من مسائلهم: ١ - جحود ما يعلمون أنه من دينهم وفي كتابهم: وقد تقدم الكلام على مثل هذا في المسألة السادسة والعشرين من هذا الكتاب، وهذا دليل عليها وهو رواية البخاري في (التفسير سورة آل عمران: ٤٥٥٦) : فقد سألهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " لا تجدون في التوراة الرجم؟ " قالوا: ما نجد فيها شيئا، فقال لهم عبد الله بن سلام: كذبتم "فأتوا بالتوراة فاتلوها إن كنتم صادقين"، فوضع مدراسُها الذي يدرسها منهم كفه على آية الرجم، فطفق يقرأ ما دون يده وما وراءها، ولا يقرأ آية الرجم، فترع يده عن آية الرجم فقال: ما هذه؟ فلما رأوا ذلك قالوا: هي آية الرجم. ٢ - الكذب على الله: وقد تقدم الكلام على مثل هذا في المسألة السادسة والخمسين. ٣ - إلغاء أحكام الله، واستبدالها بأحكام وضعية وضعها بعضهم: في رواية للحديث السابق عند البخاري في (الحدود الرجم في البَلاط: ٦٨١٩) قالوا: إن أحبارنا أحدثوا تحميم الوجه والتجبية، وفي رواية لمسلم في (الحدود: ٤٤٤٠) : نجده الرجم، لكنه كثر في أشرافنا، فكنا إذا أخذنا الشريف تركناه، وإذا أخذنا الضعيف أقمنا عليه الحد، قلنا: تعالوا فلنجتمع على شيء نقيمه على الشريف والوضيع، فجعلنا التحميم والجلد مكان الرجم، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " اللهم إني أول من أحيا أمرك إذ أماتوه " فأمر به فرجم، فأنزل الله عز وجل: "يا أيها الرسول لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر" إلى قوله: "إن أوتيتم هذا فخذوه" [المائدة: ١٤١] . يقول: ائتوا محمدا صلى الله عليه وآله وسلم، فإن أمركم بالتحميم والجلد فخذوه، وإن أفتاكم بالرجم فاحذروا، فأنزل الله تعالى: "ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون" [المائدة: ٤٤] ، "ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون" [المائدة: ٤٥] ، "ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون" [المائدة: ٤٧] في الكفار كلها. ولم أجد في الروايات المذكورة اسم من وضع يده على الآية، لكن في رواية البخاري (٧٥٤٣) قالوا: يا أعور: اقرأ.