فذكر في الآية أن فريقا من أسلاف اليهود - وهم الأحبار - كانوا يسمعون التوراة ويؤولونها تأويلا فاسدا حسب أغراضهم، بل كانوا يحرفونها بتبديل كلام من تلقائهم، كما فعلوا ذلك في نعته صلى الله عليه وآله وسلم، فإنه رويَ أنه من صفاته فيها أنه أبيض رَبْعَة، فغيروه بأسمر طويل، وغيروا آية الرجم بالتسخيم وتسويد الوجه كما في البخاري.
(ومنهم) فريق {أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ}[البقرة: ٧٨] إلا بالدعاوى الكاذبة، والمراد بهم جهلة مقَلِّدة، لا إدراك لهم.
وتمام الكلام في هذا المقام يُطلب من التفسير.
والمقصود أن تحريف الكلم، واتباع الهوى، والقول على الله من غير علم من خصال الجاهلية.
وأنت تعلم حال أحبار السوء اليوم والرهبان الذين يقولون على الله ما لا يُعْلَم قد تجاوزوا الحد في اتباع الهوى، وتأويل النصوص، وما أشبه ذلك مما يستحيي منه الإسلام، والأمر لله.