للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إن الفتى من يقول ها أنا ذا ... ليس الفتى من يقول كان أبي

ولله دَرُّ من قال يرد على المفتخر بذلك:

أقول لمن غدا في كل يوم ... يباهينا بأسلاف عظام

أتقنع بالعظام وأنت تدري ... بأن الكلب يقنع بالعظام

وقال آخر:

وما الفخر بالعظم الرميم وإنما ... فخار الذي يبغي الفخار بنفسه

[الثامنة والثمانون الافتخار بالصنائع]

الثامنة والثمانون الافتخار بالصنائع كما افتخر أهل الرحلتين على أهل الحَرْث يريد بالرحلتين: رحلة الشتاء إلى اليمن، ورحلة الصيف إلى الشام، وهي عادة كانت لقريش، كما ذكر في سورة الإيلاف.

والمقصود أنه لا ينبغي للتاجر أن يفتخر بتجارته على أهل الحرث، ولا أهل كل حرفة على المحترفين بحرفة أخرى، فإن كل ذلك من المكاسب الدنيوية التي يُتَوَصَّل بها إلى عبادة الله، وطاعته، وامتثال أوامره، واجتناب نواهيه، ليتوصل بذلك إلى النجاة الأبدية، وهي مدار الفخر.

وأما ما سوى ذلك فكله ظل زائل ونعيم غير مقيم، فلا ينبغي للعاقل أن يفخر بزخارف الدنيا الدنيئة، ولا يعلم متى يفارقها.

نسأله تعالى التوفيق، والعمل الصالح الذي يرضيه.

<<  <   >  >>