للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الرابعة والعشرون عدم قبولهم من الحق إلا ما قالته طائفتهم والكفر بما مع غيرهم من الحق]

الرابعة والعشرون أنهم لما افترقوا - وكل طائفة لا تقبل من الحق إلا ما قالته طائفتهم - كفروا (١) بما مع غيرهم من الحق

قال تعالى في " سورة البقرة " [١١٣] : {وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَى شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ} [البقرة: ١١٣]

ولا شك أن هذه من الخصال الجاهلية، وعليه اليوم كثير من الناس، لا يعتقد الحق إلا معه، لا سيما أرباب المذاهب، يرى كل أهل مذهب أن الدين معه لا يعدوه إلى غيره، و {كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ} [المؤمنون: ٥٣]

وَكُلٌّ يَدَّعِي وَصْلًا لِلَيْلَى ... وَلَيْلَى لَا تُقِرُّ لَهُمْ بِذَاكَا (٢)

والحزم أن ينظر إلى الدليل، فما قام عليه الدليل فهو الحق الحريُّ أن يُتَلَقَّى بالقبول، وما ليس عليه برهان ولا حجة يُنْبَذ وراء الظهور، وكل أحد يؤخذ من قوله ويُرَد إلا من اصطفاه الله لرسالته.


(١) في الأصل: " وكفروا " ولعل الصواب ما أثبته.
(٢) لا أرى الاستشهاد بمثل هذه الأبيات، خصوصا في الكتب الشرعية، ففي ترتيب القاموس المحيط (ص ٦٢٠) جـ ٤، مادة: " وصل ": ووَصَلَهُ وَصْلًا وَصِلَةً. وَوَاصَلَهُ مُوَاصَلَةً وَوِصَالًا: كلاهما يكون في عفاف الحب ودعارته اهـ.

<<  <   >  >>