«اجتمعت نصارى نجران وأحبار يهود عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فتنازعوا عنده، فقالت الأحبار: ما كان إبراهيم إلا يهوديا، وقالت النصارى: ما كان إبراهيم إلا نصرانيا، فأنزل الله فيهم هذه الآية» المنادية على جهلهم وعنادهم، كما لا يخفى على من راجع التفسير.
قال الشيخ:
[الرابعة والأربعون الكلام في الدين بلا علم]
الرابعة والأربعون الكلام في الدين بلا علم أقول: أجمل الشيخ رحمه الله تعالى الكلام في هذه المسألة كل الإجمال، كما فعل مثل ذلك في كثير من المسائل، وما أحقها بالتفصيل.
وذلك أن أهل الجاهلية من العرب وغيرهم من الكتابيين شرعوا في الدين ما لم يأذن به الله:
أما العرب فقد كان الكثير منهم على دين إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام إلى أن ظهر فيهم الخزاعي فغير وبدل، وابتدع بدعا كثيرة، وأغرى العرب على عبادة الأصنام، وبحر البحيرة، وحمى الحام، واستقسم بالأزلام، إلى غير ذلك مما فصلناه في غير هذا الموضع (١) .
وإن شئت أن تعرف جهل العرب، وما ابتدعوه فاقرأ سورة " الأنعام " فإن فيها كثيرا من ضلالاتهم ومبتدعاتهم.
(١) انظر في ذلك صحيح البخاري: (المناقب قصة خزاعة: ٣٥٢٠ و ٣٥٢١) و (التفسير المائدة: ٤٦٢٣) .