فانظر إلى قوم نوح كيف استنكفوا من اتباع نبيهم لسبب اتباع الضعفاء له، وذلك لكون مطمح أنظارهم الدنيا، وإلا لو كانت الآخرة همهم لاتبعوا الحق أينما وجدوه، ولكن لجاهليتهم أعرضوا عن الحق لاتباع شهواتهم.
وانظر إلى هِرَقْلَ لما كان من العقل والبصيرة على جانب عظيم اعتقد اتباع الضعفاء دليلا على الحق، «فقال في جملة ما سأل أبا سفيان عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. " وسألتك عن أشراف الناس اتبعوه أم ضعفاؤهم، فذكرت أن ضعفاءهم اتبعوه، وهم أتباع الرسل» (١) .