ثم قال بعد ذلك: والظاهر أن الآية عامة في كل من فارق دين الله، وكان مخالفا له، فإن الله بعث رسوله " بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله" [التوبة: ٣٣] وشرعه واحد لا اختلاف فيه، ولا افتراق، فمن اختلف فيه (وكانوا شيعا) أي: فرقا كأهل الملل والنحل، وهي الأهواء والضلالات، فالله قد برَّأ رسوله مما هم فيه، وهذه الآية كقوله تعالى: " شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك" الآية [الشورى: ١٣] اهـ. قلت: معنى (فرقوا دينهم) أي: بمخالفتهم له، واختلافهم فيه، (وكانوا شيعا) : فرقا كأهل الملل والنحل والأهواء والضلالات، وكل الفرق إلا الفرقة الناجية، وهي الملتزمة بما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه (لست منهم في شيء) أي: أنت والرسل برآء منها. . انتهى نقلا عن " التفسير الوجيز على هامش الكتاب العزيز " (ص ١٥٠) .