والاستسقاء بالنجوم: اعتقادهم نزول المطر بسقوط نجم في المغرب مع الفجر، وطلوع آخر يقابله من المشرق، فقد كانوا يقولون: مُطِرْنا بِنَوْء كذا، وقال تعالى:{وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ}[الواقعة: ٨٢]
وهذا مفصل في كتب الأنواء بما لا مزيد عليه.
ومعنى قوله في النائحة:" وعليها سربال من قطران ": أن الله تعالى يجازيها بلباس من قطران؛ لأنها كانت تلبس الثياب السود.
وقوله:" درع من جرب " يعني: يُسَلَّط على أعضائها الجربُ والحكةُ، حيث يغطي بدنها تغطية الدرع - وهو القميص -؛ لأنها كانت تجرح بكلماتها المحرقة قلوب ذوي المصيبات.
فهذا الحديث دل على بطلان ما كان عليه أهل الجاهلية من هذه الخصال الرديئة.
وورَّاثُهم (١) اليوم من هذه الأمة تجاوزوا فيها أسلافهم، وزادوا في الطنبور نغمات، فتراهم يفتخرون بمزايا آبائهم وهم بمراحل عنهم، فهذا يقول: كان جدي الشيخ الفلاني، وهذا يقول: جدي العالم الرباني، إلى غير ذلك.
وكذلك الطعن في الأنساب، فهذا يقول: إن آباء فلان لم يكونوا من العترة الطاهرة.
وكذلك الاستسقاء بالأنواء، ولم يعتقد كثير من الناس أن ما كان من فعل رب الأرض والسماء.
وهكذا النوح على الأموات، فقد اتخذه كثير من الناس من أفضل الأعمال، وسبب الوصول إلى مرضاة ذي الجلال، لا سيما من اتخذ المآتم الحسينية في كل عام، فهناك من البدع ما تكل عن نقله ألسنة الأقلام، والويل كل الويل لمن أنكر شيئا من ذلك، فإنهم يوردونه موارد العطب والمهالك، والأمر لله، ولا حول ولا قوة إلا بالله.