للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وفرضوا على نساء العرب مثل ذلك، غير أن المرأة كانت تطوف في درج مُفَرَّج القوائم والمواخير.

قالت امرأة وهي تطوف بالبيت:

اليوم يبدو بعضه أو كله ... وما بدا منه فلا أحله

أختم مثل القعب باد ... ظله كأن حمى خيبر تمله

وكلفوا العرب أن يفيضوا من مزدلفة، وقد كانوا يفيضون من عرفة، إلى غير ذلك من الأمور التي ابتدعوها وشرعوها مما لم يأذن به الله.

ومع ذلك كانوا يدعون أنهم على شريعة أبيهم إبراهيم عليه السلام، وما ذلك إلا لجاهليتهم.

وغالب من ينتمي إلى الإسلام اليوم ابتدعوا في الدين ما لم يأذن به الله، فمنهم من اتخذ ضرب المعازف وآلات اللهو عبادة يتعبدون بها في بيوت الله ومساجده، ومنهم من اتخذ الطواف على القبور والقصد إليها والنذور أخلص عبادته وأفضل قرباته، ومنهم من ابتدع الرهبانية والحيل الشيطانية، وزعم أنه سلك سبيل الزهاد وطريق العباد، ومقصده الأعلى نيل شهواته الحيوانية، والفوز بهذه الدنيا الدنية، إلى غير ذلك مما يطول، ولا يعلم ماذا يقول.

إِلَى دَيَّانِ يَوْمِ الدِّينِ نَمْضِي ... وَعِنْدَ اللَّهِ تَجْتَمِعُ الْخُصُومُ (١) .


(١) هذا البيت لأبي العتاهية كما في ديوانه (ص ٢٠٩) .

<<  <   >  >>