للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يقال: يُلْحِدون بها (١) .

وقال تعالى: {كَذَلِكَ أَرْسَلْنَاكَ فِي أُمَّةٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهَا أُمَمٌ لِتَتْلُوَ عَلَيْهِمُ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَنِ قُلْ هُوَ رَبِّي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ مَتَابِ} [الرعد: ٣٠]

وهذه الآية في سورة " الرعد ".

عن قتادة وابن جريج ومقاتل أن الآية نزلت في مشركي مكة لما رأوا كتاب الصلح يوم الحديبية، وقد كتب فيه علي رضي الله عنه: " بسم الله الرحمن الرحيم "، فقال سهيل بن عمرو: ما نعرف الرحمن إلا مسيلمة.

ومنهم من قال: «سمع أبو جهل قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " يا الله يا رحمن "، فقال: إن محمدا ينهانا عن عبادة الآلهة وهو يدعو إلهين، فنزلت» (٢) .

وعن بعضهم أنه لما قيل لكفار قريش: {اسْجُدُوا لِلرَّحْمَنِ} [الفرقان: ٦٠] قالوا: {وَمَا الرَّحْمَنُ} [الفرقان: ٦٠] فنزلت (٣) .

وقيل غير ذلك مما يطول.

وقال تعالى: {وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ - وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ وَلَكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللَّهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِمَّا تَعْمَلُونَ - وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [فصلت: ٢١ - ٢٣]

وهذه الآية إخبار أن أهل الجاهلية كانوا يلحدون في صفاته، كما كانوا يلحدون في أسمائه تعالى.


(١) ومن ذلك قول بعضهم: يا أبا غيمة زرقاء، يا ساتر، يا ستار، يا معطي، يا معين، يا مجير، يا هو، يا موجود في كل وجود - وهذا كفر أكبر نسأل الله العافية، ومثلها في الكفر: يا من لا هو إلا هو - وعلة الوجود، والعلة الأولى، والذات الإلهية.
(٢) ذكر هذا الأثر البغوي في تفسيره (٣ / ١٩) ، وابن الجوزي في تفسيره (٤ / ٣٢٩) .
(٣) ذكره البغوي في تفسيره (٣ / ١٩) ، والواحدي في أسباب النزول (ص ٢٧٣) ، وابن الجوزي في زاد المسير (٤ / ٣٢٩) ، ونسبوه لابن عباس.

<<  <   >  >>