تقاس عليه سابقاتهم لكن الاخبار بوجود الشيطان أمر غيبي ويحتاج قلبا يؤمن بالغيب الذي تحدثت عنه عقيدة الاسلام ومن لا يملك هذا الايمان بالغيب الذي تحدثت عنه عقيدة الاسلام ومن لم يملك هذا الايمان بالغيب فهو عن ادراك طبيعة الخطر بمعزل وعن النجاة بعيد وقد يكون المرء مسلما تمييز انواع كيده واستدراجه ويتقن فنون التملص من اغرائه.
فمن ثم كان هذا الكتاب الذي بادر الى جمعه أخي البلالي حفظه الله ورعاه اذ انه ادرك حاجة المكتبة الاسلامية الى بحث في هذه المعاني يقف عند النص القرآني وصحيح الماثور غير مشوب باحاديث ضعيفة وموضوعة ولا بقصص وهمية خرافية او بكلام جزاف فكان له التزام جيد بمنهج سليم تناول الموضوع من خلاله واعانه على ذلك اعتماده على متابعة علماء من سلف الامة ومحدثيها ممن عرفوا بصحة العقيدة ووفور التقوى فقد اصغى لابن الجوزي حتى وصف له تلبيس ابليس وسلك مدارجا مهدها ابن القيم وزامل سيدا خلال رحلة تاملية في ظلال القران ثم آب لك راجعا يقص عليك القصص ويخبر بما هنالك.
وكما ان المشروع الهندسي يعهده الناس الى مهندس ثم يلتمسون وصف الدواء من طبيب فكذلك هذا الخبر الصادق وفق الله لتبليغه اليوم من نعرفه بشدة الاحتياط ولا نزكي على الله احدا فكان في الفاظه وضوح