وأما أبو هفان عبد الله بن أحمد بن حرب المهزمي الشاعر، فإنه كان ذا حظ وافر من الأدب، وأخذ عن الأصمعي، وروى عنه يموت بن المزرع، وقال أبو تراب الأعمشي: بينا أبو هفان يمشي في بعض طرق بغداد، نظر إلى رجل من العامة على فرس فقال: من هذا؟ قيل له: كاتب فلان، ثم مر آخر فقال: من هذا؟ قيل له: كاتب فلان، فأنشأ أبو هفان يقول:
أيا رب قد ركب الأرذلون ... ورجلي من رحلتي داميه
فإن كنت حاملنا مثلهم ... وإلا فأرجل بني الزانيه
ويحكى أن أبا هفان استقبل يوماً على حمار مكار، فقيل له: يا أبا هفان، تركب حمير الكراء! فأجاب أبا هفان من فوره: