ويحكى أنه لما فارقه إلى خوارزم عمد إلى بعض كتب الميداني، فزاد على اسم الميداني نوناً قبل الميم، فصار "النميداني"، أي الذي لا يعرف. فلما فارقه، نظر الميداني في الكتاب فشق عليه ذلك، وتتبع بعض كتب الزمخشري، فغير الميم من الزمخشري بالنون، فصار "الزنخشري"، ومعناه بالفارسية: بائع زوجته، فلما وقف الزمخشري على ذلك، كتب إلى الميداني واعتذر إليه من ذلك، فكتب إليه: إذا رجعت رجعنا، وقبلنا عذرك. وهذه فكاهة لا تليق بالمشايخ.
[أبو سعد الهروي]
وأما أبو سعد آدم بن أحمد بن أسد الهروي، فإنه كان أديباً فاضلاً، عالماً باللغة، وورد بغداد حاجاً سنة عشرين وخمسمائة، وقرئ عليه بها الحديث والأدب.
وجرى بينه وبين شيخنا أبي منصور موهوب بن أحمد الجواليقي ببغداد نوع منافرة في شيء اختلفا فيه، فقال الأسدي للجواليقي: أنت لا تحسن أن تنسب نفسك، فإن الجواليقي نسبة إلى الجمع، والنسب إلى الجمع [بلفظه] لا تصح.
وهذا الذي يكره نوع مغالطة؛ فإن لفظ الجمع إذا سمي به جاز أن ينسب إليه بلفظه، كمدائني ومعافري وأنماري، وما أشبه ذلك، فكذلك هاهنا.
وتوفي أبو سعد الهروي لخمس بقين من شوال، سنة ست وثلاثين