ويحكى أنه كان يتعاطى تسويد لونه، فكان يدهن بالزيت، ويقعد في الشمس، يتشبه بالأعراب؛ ليتحقق تلقيبه بالأعرابي.
[أبو الحسن الوراق]
وأما أبو الحسن محمد بن هبة الله بن الوراق النحوي؛ فإنه كان له في القراءات وعلوم القرآن يد ممتدة، وباع طويل. وكان ثقة صدوقاً، وهو سبط أبي الحسن محمد بن عبد الوراق النحوي.
قال أبو الحسين الكاتب: كان شيخنا أبو الحسن مقرئاً، استدعاه القائم بأمر الله ليعلم أولاده، وكان ضريراً، فلما بلغ الموضع الذي فيه أمير المؤمنين، قال له الخادم: وصلت فقبل الأرض، فقال الشيخ: السلام عليكم ورحمة الله، وجلس، فقال له القائم: وعليك السلام يا أبا الحسن، أدن مني، فما وال يدنيه، حتى مس بركبته ركبة أمير المؤمنين القائم، فأول ما سأله عن العروض، فقال:
ألا يا صبا نجد متى هجت من نجد
فشرع أبو الحسن يشرحه، وأنه من الطويل على ثمانية أجزاء:"فعولن، مفاعيلن"، وأنه أتى به على الأصل؛ ولم يدخله القبض،