وأما أبو الفرج بن زكرياء بن يحيى النهرواني القاضي، فإنه كان من أعلم الناس في وقته بالفقه، والنحو، واللغة، وأصناف الأدب، وكان يذهب إلى مذهب محمد بن جرير الطبري.
وذكر أبو القاسم التنوخي: أن المعافى ولي القضاء بباب الطاق.
وقال أحمد بن عمر بن روح: إن المعافى بن زكريا حضر في دار بعض الرؤساء. وكان هناك جماعة من أهل العلم. فقالوا: في أي نوع من العلم نتذاكر؟ فقال المعافى لذلك الرئيس: إن خزانتك قد جمعت أنواع العلوم وأصناف الأدب، فإن رأيت أن تبعث الغلام إليها، ويضرب بيده إلى أي كتاب قرب منها، فيحمله ثم نفتحه، فتنظر في أي نوع هو، فنتذاكر ونتجارى فيه! قال ابن روح: وهذا يدل على أن المعافى كان له أنسة بسائر العلوم.
وكان أبو محمد الباني يقول: إذا حضر أبو الفرج فقد حضرت العلوم كلها. وكان يقول أيضاً: لو أن رجلاً وصى بثلث منه أن يدفع إلى