وصنف كتباً كثيرة حسنة لم يسبق إلى مثلها؛ منها كتاب الإيضاح في النحو، وكتاب الحجة في علل القرآن السبع، وكتاب المقصور والممدود، إلى غير ذلك من الكتب.
وتقدم عند الملوك خصوصاً عند عضد الدولة، ويقال: إنه اجتمع مع عضد الدولة في الميدان، فسأله عضد الدولة، بماذا ينتصب الاسم المستثنى، في نحو: قام القوم إلا زيداً؟ فقال له أبو علي: ينتصب بتقدير "استثنى زيداً" فقال له عضد الدولة - وكان فاضلاً - لم قدرت "استثنى زيداً" فنصبت؟ وهلا قدرت امتنع زيد" فرفعت! فقال له أبو علي: هذا الجواب الذي ذكرته لك جواب ميداني وإذا رجعت ذكرت لك الجواب الصحيح.
وذكر في كتاب الإيضاح: أنه انتصب بالفعل المقدم بتقويه إلا.
ويحكى أن أبا علي لما صنف كتاب الإيضاح لعضد الدولة، وأتاه به، قال له عضد الدولة: هذا الذي صنفته يصلح للصبيان، فصنف له التكملة بعد ذلك، ولو صدر هذا الكلام من بعض أئمة النحويين لكان كبيراً، فكيف من بعض الملوك! وحكى ابن جني عن أبي علي الفارسي أنه قال: أخطئ في خمسين مسألة في اللغة. ولا أخطئ في واحدة من القياس.
وتوفي أبو علي الفارسي يوم الأحد، لسبع عشرة ليلة خلت من ربع الأول، سنة سبع وثلاثمائة. وذلك في خلافة الطائع لله تعالى.
[أبو الحسن الرماني]
أما أبو الحسن علي بن عيسى بن عبد المعروف بالرماني،