فإنه كان من كبار النحويين، أخذ عن أبي بكر بن السراج، وأبي بكر بن دريد. وأخذ عنه أبو القاسم علي بن عبد الله الدقيقي، وكان متفنناً في علوم النحو واللغة والفقه والكلام على مذهب المعتزلة.
وصنف كتباً كثيرة منها كتابه المشهور في التفسير، وكتاب الممدود الأكبر، وكتاب الممدود الأصغر، ومعاني الحروف، وشرح الوجيز لابن السراج، إلى غير ذلك من التصانيف.
وكان يمزج كلامه بالمنطق حتى قال أبو علي الفارسي: إن كان النحو ما يقوله أبو الحسن الرماني فليس معنا شيء منه، وإن كان النحو ما نقوله فليس معه منه شيء.
وقال بعض أهل الأدب: كنا نحضر عند ثلاثة مشايخ من النحويين؛ فمنهم من لا نفهم من كلامه شيئاً، ومنهم من نفهم بعض كلامه دون البعض، ومنهم من لا نفهم جميع كلامه، فأما من لا نفهم من كلامه شيئاً، فأبو الحسن الرماني، وأما من نفهم بعض كلامه دون البعض فأبو علي الفارسي، وأما من نفهم جميع كلامه فأبو سعيد السيرافي.
ويحكى أن علي بن عيسى الرماني سئل، فقيل له، لكل كتاب ترجمة، فما ترجمة كتاب الله عز وجل؟ فقال:] هذا بلاغ للناس ولينذروا به [.
وقال أحمد بن علي التوزي: كان مولد علي بن عيسى سنة ست