للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

سهل؛ قال: فلما قرأ الفضل بن سهل الكتاب، قال: يا نضر، أمير المؤمنين قد أمر لك بخمسين ألف درهم، فما كان السبب فيه؟ فأخبرته ولم أكثر به، فقال: لحنت أمير المؤمنين! قلت: كلا؛ إنما لحن هشيم - وكان لحانة - فتبع أمير المؤمنين لفظه، وقد تتبع ألفاظ الفقهاء ورواة الآثار. ثم أمر لي الفضل من خاصته بثلاثين ألف درهم، فأخذت ألف درهم بحرف استفيد مني.

ويحكى أن النضر مرض، فدخل عليه قوم يعودونه، فقال له رجل يكنى أبا صالح: مسح الله تعالى ما بك، فقال: لا تقل "مسح" بالسين، ولكن قل: "مصح" بالصاد، أي أذهبه الله تعالى وفرقه، أما سمعت قول الشاعر:

وإذا ما الخمر فيها أزبدت ... أفل الإزباد فيها ومصح

فقال له الرجل: إن السين قد تبدل من الصاد، كما يقال: الصراط والسراط وصقر وسقر، فقال له: فإذا أنت "أبو صالح"! وتوفي النضر سنة ثلاث - أو أربع - ومائتين، في خلافة المأمون.

[هشام الكلبي]

وأما هشام بن محمد بن السائب الكلبي، فإنه كان عالماً بالنسب، وهو أحد

<<  <   >  >>