نحوياً فاضلاً، أخذ عن أبي العباس المبرد، وأبي الحسن علي بن سليمان الأخفش، وأبي عبد الله بن إبراهيم بن محمد بن عرفة الملقب بنفطويه، وعن أبي إسحاق الزجاج؛ وقال: قرأت على أبي إسحاق في كتاب سيبويه: "يكون دفاع مصدر دفع، كما تقول: حسبت الشيء حساباً".
وصنف الكتاب المعروف في إعراب القرآن، وشرح السبع الطوال. وصنف كتاباً في النحو، إلى غير ذلك.
وحكى في إعرابه للقرآن:] الحمد لله [و] الحمد لله [، وقال: سمعت علي بن سليمان يقول: لا يجوز من هذين شيء عند البصريين. قال أبو جعفر النحاس: وهاتان لغتان معروفتان، وقراءتان موجودتان، فالحمد لله (بالكسر) قراءة الحسن البصري، وهي لغة تميم، والحمد لله (بالضم) ، قراءة ابن أبي عبلة، وهي لغة بعض بني ربيعة.
وحكي عن أبي العباس المبرد أنه قال: ما عرفت - أو ما علمت - أن أبا عمرو لحن في صميم العربية إلاّ في حرفين: أحدهما] عاداً الأولى [والآخر] يؤده إليك [، وإنما صار لحناً لأنه أدغم حرفاً في حرف، فأسكن الأول، والثاني حكمه حكم السكون، وإنما حركته عارضة، فكأنه قد جمع بين ساكنين. وأما] يؤدِهِ [فلا يجوز إسكان الهاء إلاّ في الضرورة عند بعض النحويين، ومنهم من لا يجيز البتة.