فجاءه شيخنا الشريف ابن الشجري مهنئاً له بقدومه، فلما جالسه أنشده الشريف فقال:
كانت مساءلة الركبان تخبرني ... عن أحمد بن داود أطيب الخبر
حتى التقينا فلا والله ما سمعت ... أذني بأحسن مما قدر أي بصري
وأنشده أيضاً:
واستكثر الأخبار قبل لقائه ... فلما التقينا صغر الخبر الخبر
وأثنى عليه، ولم ينطق الزمخشري حتى فرغ الشريف من كلامه، فلما فرغ، شكر الشريف وعظمه وتصاغر له، وقال: إن زيد الخيل دخل على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فحين بصر النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رفع صوته بالشهادة، فقال له الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:"يا زيد الخيل، كل رجل وصف لي وجدته دون الصفة، إلا أنت، فإنك فوق ما وصفت". وكذلك الشريف، ودعا له، وأثنى عليه. قال: فعجب الحاضرون من كلامهما؛ لأن الخبر كان أليق بالشريف، والشعر أليق بالزمخشري.