للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

سجد فقال ابن عباس: فسمعته يقول مثل ما أخبره الرجل عن قول الشجرة (١).

وذهب الشافعي (٢)، وبعض الحنفية (٣)، إلى أنه يقول: «سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولا».

واحتجوا: بقوله تعالى: {قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لَا تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا * وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا} [الإسراء: ١٠٧، ١٠٨].

وذهب جماعة من أهل العلم (٤) إلى أنه يدعو فيها بما يليق بآياتها، فإن قرأ سورة السجدة {الم، تنزيل} قال: اللهم اجعلني من الساجدين لوجهك المسبحين بحمدك، وأعوذ بك أن أكون من المستكبرين عن أمرك.

وإن قرأ سجدة {سبحان} قال: اللهم اجعلني من عبادك المنعم عليهم، المهديين الساجدين لك الباكين عند تلاوة آياتك (٥).

[المسألة الخامسة: في التشهد بعد الرفع من سجود التلاوة]

واختلف أهل العلم في مشروعية التشهد على قولين:


(١) أخرجه الترمذي في أبواب السفر، باب ما يقول في سجود القرآن (٢/ ٤٦) وقال حديث غريب وابن ماجه في كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها، باب سجود القرآن (١/ ٣٣٤) والحاكم في كتاب الصلاة (١/ ٢١٩) والحديث صححه الحاكم.
وقال الحافظ في التلخيص (٢/ ١٠) وضعفه العقيلي بالحسن بن محمد بن عبيد الله بن أبي يزيد، فقال: فيه جهالة، وفي الباب عن أبي سعيد الخدري رواه البيهقي (٢/ ٣٢٠) واختلف في وصله وإرساله اهـ.
(٢) المجموع (٢/ ٦٥) مغني المحتاج (٢/ ٢١٧).
(٣) فتح القدير (٢/ ٢٦).
(٤) المسائل الفقهية من تفسير القرطبي (١/ ٢١٦) المبدع (٢/ ٣١).
(٥) انظر: المسائل الفقهية (١/ ٢١٦).

<<  <   >  >>