للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ووجه الدلالة: أنه صرح بأنها ليست موضع لسجود التلاوة، وإنما هي توبة نبي، وعلل للسجود بأنهم استعدوا له، فلم يكن ليصرفهم.

ونوقش: بأن سجوده في الجمعة الأولى، وتركه الخطبة لأجلها يدل على أنها سجدة تلاوة.

وأما تركه في الجمعة الثانية حين القراءة فلا يدل على أنها ليست بسجدة تلاوة، بل كان يريد التأخير وهو لا يجب على الفور، على أنه سجدها أيضًا وأسجد الناس معه لما تشزنوا (١).

٢ - حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي - صلى الله عليه وسلم - سجد في (ص) وقال: «سجدها داود توبة، ونحن نسجدها شكرًا» (٢).

ونوقش: بأن هذا حجة لنا؛ لأنا نقول: سجدها داود توبة، ونحن نسجدها شكرًا لما أنعم الله على داود بالغفران والوعد بالزلفى، وحسن مآب ولهذا لا يسجد عندنا عقيب قوله: {أَنَابَ} بل عقيب قوله: {مَآبٍ} وهذه نعمة عظيمة في حقنا، فكانت سجدة تلاوة؛ لأن سجدة التلاوة ما كان سبب وجوبها إلا التلاوة (٣).

وقال البابرتي: وهذا لا ينفي كونها سجدة تلاوة، إذ ما من عبادة يأتي بها العبد إلا وفيها معنى الشكر (٤).

٣ - ما روي عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: (ص) ليست من عزائم


(١) البناية (٢/ ٧١٤) العناية (٢/ ١٢).
(٢) أخرجه النسائي في كتاب الافتتاح، باب سجود القرآن السجود في (ص) (٢/ ١٥٩) (٩٥٧).
قال الحافظ في الدراية (١/ ٢١١) ورواه الدارقطني من طريق أخرى في كتاب الصلاة باب سجود القرآن (١/ ٤٠٧) وقد صححه ابن السكن، كما في التلخيص (٢/ ٩).
(٣) البناية (٢/ ٧١٤) العناية (٢/ ١٢) فتح القدير (٢/ ١٢) بدائع الصنائع (١/ ١٩٣).
(٤) العناية (٢/ ١٢).

<<  <   >  >>