كتاب الدنيا ظل زائل

مدخل - أخي الحبيب ... أين نحن من هؤلاء - ص: 76

شيء هرب منه، ومن أحب شيئًا آثره على غيره.

أخي الكريم .. من موعظة لأبي بن كعب -رضي الله عنه - قال: لا تغبط الحي إلا بما تغبط به الميت (١).

وبماذا نغبط الميت؟ ! إنه العمل الصالح، وحسن الذكر، وطول العبادة.

أخي:

هب الدنيا تساق إليك عفوًا ... أليس مصير ذاك إلى انتقال

وما دنياك إلا مثل فيء ... أظلك ثم آذن بالزوال

قال رجل لمعاذ بن جبل: علمني. قال: وهل أنت مطيعي؟ قال: إني على طاعتك حريص، قال: صم وأفطر وصل، ونم، واكتسب ولا تأثم، ولا تموتن إلا وأنت مسلم، وإياك ودعوة المظلوم (٢).

إذا المرء صام عن الدنايا ... فكل شهوره شهر الصيام (٣)

قال بشر بن الحارث: ليس أحد يحب الدنيا إلا لم يحب الموت، ومن زهد فيها أحب لقاء مولاه (٤).

وقال سلمان الفارسي -رضي الله عنه-: ثلاث أعجبتني حتى أضحكتني، وثلاث أحزنتني حتى أبكتني، أما الثلاث الأول: فمؤمل

---

(١) بستان العارفين: ١١١.
(٢) صفة الصفوة: ١/ ٤٩٦.
(٣) البركة في فضل السعي والحركة: ١١١.
(٤) السير: ١٠/ ٤٧٦.