للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

دنيا، والموت يطلبه. وغافل وليس بمغفول عنه. وضاحك ملء فيه، ولا يدري أساخط عليه رب العالمين أم راض عنه.

أما الثلاث التي أحزنتني حتى أبكتني: ففراق محمد - صلى الله عليه وسلم - وفراق الأحبة، والوقوف بين يدي الله تعالى، ولا أدري أيؤمر بي إلى الجنة أم إلى النار (١).

دنياك غرارة فذرها ... فإنها مركب جموح (٢)

قيل لهرم بن حيان أوصي، قال: قد صدقتني نفسي، ومالي ما أوصي به، ولكن أوصيكم بخواتيم سورة النمل (٣).

وقال حماد لداود الطائي: يا أبا سليمان لقد رضيت من الدنيا باليسير. قال: أفلا أدلك على من رضي بأقل من ذلك؟ من رضي بالدنيا كلها عوضًا عن الآخرة (٤).

أخي الحبيب .. أين نحن من هؤلاء؟ !

قال أبو داود السجستاني: ما رأيت أحمد بن حنبل ذكر الدنيا قط.

نامت عيون الآمنين عن الردى ... وعيونه من حرصه تتوقد

فاستأمنوا مكر الإله وإنه ... مكر يسل على الدوام ويغمد

حتى إذا هتف الهلاك تنبهت ... نفس الضعيف وهالها ما توعد


(١) العاقبة: ٦٤.
(٢) صفة الصفوة: ٤/ ٣٥٢.
(٣) السير: ٤/ ٤٨.
(٤) صفة الصفوة: ٣/ ١٤١.

<<  <   >  >>