مما ينبغي الحرص عليه: أن يُعوّد الصبيان والأطفال على استعمال السواك، فيستحب أن يعود الصبي السواك؛ ليألفه كسائر العبادات، فرشة الأسنان تعتبر سواكاً، لكن السواك أفضل منها، وسنذكر وجوه هذه الأفضلية -إن شاء الله- وأي آلة تزيل رائحة الفم وتنظف الأسنان فهي سواك، مثل قطعة الليف، حتى أنهم يختلفون في الإصبع كما ذكرنا، فلا شك حينها في أن فرشاة الأسنان نوع من أنواع السواك، لكن أفضل السواك هو عود الأراك، وبالمقارنة ستجد أن السواك أفضل بكثير جداً من فرشاة الأسنان.
والحقيقة أن قضية الاستياك وآكدية سنته انعكست في سلوك الصحابة رضي الله تبارك وتعالى عنهم، حتى روي كما في لفظ الإمام الزيلعي، وعزاه إلى أبي داود والترمذي وصححه: أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا يروحون والسواك على آذانهم، أي: كموضع القلم من أذن الخطاط، قال أبو سلمة: رأيت زيداً يجلس في المسجد، وإن السواك من أذنه موضع القلم من أذن الكاتب، وكلما قام إلى الصلاة استاك.
وقال علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه:(السواك يزيد في الحفظ ويذهب البلغم) وفي حديث ابن مسعود أيضاً: (كنت أجتني لرسول الله صلى الله عليه وسلم سواكاً من أراك).
وقال أبو هريرة بعدما سمع كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم في السواك قال:(لقد كنت أستن قبل أن أنام، وبعدما أستيقظ، وقبلما آكل، وبعدما آكل حين سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما قال)، (أستن).