نشير إشارة سريعة إلى بعض الأضرار التي تنتج عن حلق اللحية: فمن حلق لحيته يعتبر معترض على خلق الله، ويرى أن الزينة في خلاف ما خلق الله، وأن تغيير خلق الله شيء أحسن.
والإنسان حتى لو لم تظهر له الحكمة في كثير من الأشياء فينبغي أن يكون واثقاً بأن الله عز وجل حكيم في خلقه صنعه، قد أتقن كل شيء، كما قال الله تعالى في سورة النمل:{صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ}[النمل:٨٨] وقال موسى: {رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى}[طه:٥٠].
أما بالنسبة للشعر الذي أُمر الإنسان بإزالته كالإبط وغيره، فإن الغدد التي تحت هذا الشعر هي غدد عَرَقية ولست غدداً دهنية، فالحلق أو النتف في هذه الحالة ضروري لنشاط ونظافة هذه الغدد العرقية، وهذه الغدد العرقية الموجودة في هذين الموضعين تختلف تماماً عن الغدد الدهنية الموجودة في الوجه، فالغدد الموجودة في الوجه هي غدد دهنية، فهناك خلاف بينهما في التركيب والوظائف والمحتويات والإفرازات، فنتف شعر الإبط وحلق العانة يمنع حصول التهابات في الغدد العرقية لاسيما الالتهابات الصديدية، والإبط يُعتبر من أكثر المواضع تعرضاً لمرض القمال.
فهناك فرق من الناحية الطبية والوظيفية بين الغدد العرقية الموجودة في هذين الموضعين والغدد الدهنية الموجودة في الوجه، وشعر اللحية له دور هام، فوجوده ينشط الغدد الدهنية الموجودة في الوجه، كما أن الشعر الطويل للّحية يعمل كدرنقة لتنشيط وحيوية هذه الغدد.
وأيضاً: يترتب على حلق اللحية كثير من الأمراض مثل: التهاب الجريبات الناشئ عن الحلق، ويؤثر على الخلايا الملونة الموجودة في الجلد، والتي قد تصل إلى حصول بعض الأورام.
ويؤدي حلق اللحية إلى الإصابة بالمرض المعروف بـ: حَبّ الشباب، ونسبة الإصابة بهذا المرض مرتفعة فيمن يحلقون لحاهم بالنسبة لغيرهم.
وحلق اللحية يسبب تهيج الجلد، ويساعد على الإصابة بالأورام والأمراض الفيروسية فضلاً عن أمراض الصدفية والحزاز.
أيضاً: حلق اللحية يؤدي إلى انسداد الغدد الدهنية؛ لأن قطع الشعر يترتب عليه انسداد الغدد الدهنية بفعل بقايا الشعر المقطوع.
هناك إحصائيات مأخوذة من مراجع طبية محايدة لا دين لها، وبعض هذه المراجع تقول: نسبة الإصابة بالشلل عامة وشلل أعصاب الوجه خاصة مرتفعة في حالقي لحاهم عنها في غيرهم.