[الأحاديث الواردة في فضل السواك]
قبل أن نمضي في دراسة هذا المتن أو النص الذي ذكره الشارح نمر سريعاً على بعض الفضائل والتنبيهات التي تتعلق بالسواك.
السواك سنة من السنن المؤكدة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم -وإن كان بعض العلماء قال بوجوبه- ومما ثبت من فضيلة السواك حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك مع كل وضوء).
والسواك: يطلق على الآلة نفسها وهي العود الذي يستعمل، أو على الفعل، فيقول عليه الصلاة والسلام: (لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك مع كل صلاة).
قوله: (لأمرتهم) يدل على أنه لو أمر به لوجب، فيؤخذ من هذا دليل على صحة القاعدة: أن ظاهر الأمر يقتضي الوجوب.
فالأصل في أمر النبي صلى الله عليه وسلم -على الأرجح- أنه يجب التزامه.
وعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك مع الوضوء عند كل صلاة)، رواه ابن حبان.
وفي حديث ابن حبيب بلفظ: (لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة كما يتوضأون).
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي بالليل ركعتين ركعتين، ثم ينصرف فيستاك)، وعن ابن عباس رضي الله عنهما أيضاً: (أنه بات عند نبي الله صلى الله عليه وآله وسلم ذات ليلة، فقام نبي الله صلى الله عليه وسلم من آخر الليل، فخرج فنظر في السماء، ثم تلى هذه الآية في آل عمران: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الأَلْبَابِ} [آل عمران:١٩٠] حتى بلغ: {فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} [آل عمران:١٩١]، ثم رجع إلى البيت فتسوك، فتوضأ، ثم قام فصلى، ثم اضطجع، ثم قام فخرج، فنظر إلى السماء، فتلى هذه الآية، ثم رجع فتسوك فتوضأ، ثم قام فصلى) رواه مسلم.
وعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لقد أكثرت عليكم في السواك).
رواه البخاري.
وعن أسماء بنت زيد بن الخطاب أن عبد الله بن حنظلة بن أبي عامر حدثها أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (أمر بالوضوء لكل صلاة طاهراً كان أو غير طاهر، فلما شق ذلك عليه أمر بالسواك لكل صلاة)، فكأن هذا كان أولاً للوجوب، ثم صار للاستحباب.
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (فضل الصلاة التي يستاك لها على الصلاة التي لا يستاك لها سبعين ضعفاً).
وهذا الحديث ضعيف لا يصح عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
وفي صحيح مسلم قول النبي صلى الله عليه وسلم: (لولا أن أشق على المؤمنين لأمرتهم بتأخير العِشاء، والسواك عند كل صلاة).
وعن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم (كان إذا دخل بيته بدأ بالسواك)، رواه مسلم.
وعن المقداد بن شريح عن أبيه قال: قلت لـ عائشة: بأي شيء كان النبي صلى الله عليه وسلم يبدأ إذا دخل البيت؟ قالت: بالسواك.
فينبغي للإنسان متى اتضح وثبت له شيء من هدي النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن يستحضر النية حالاً ويمتثل هذا الحكم ما استطاع إليه سبيلاً.
وعن زيد بن خالد الجهني قال: (ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج من بيته لشيء من الصلوات حتى يستاك).
وهذه سنة النبي صلى الله عليه وسلم أنه حينما يدخل بيته يبدأ بالسواك، وحينما يخرج للصلاة أيضاً يبدأ بالسواك.
وعن عمران رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: (أنه كان لا ينام إلا والسواك عنده، فإذا استيقظ بدأ بالسواك).
هذه الأحاديث كلها تشير إلى مواضع استحباب السواك، وهي: إذا دخل البيت، وإذا انصرف من البيت -خاصة إلى الصلاة- وإذا نهض من نومه، وإذا أراد أن يصلي، وأيضاً مع الوضوء، وهكذا.
وفي حديث عائشة: (كان لا يستيقظ من ليل أو نهار إلا تسوّك قبل أن يتوضأ).
وعن عامر بن ربيعة رضي الله عنه قال: (رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لا أحصي يستاك وهو صائم)، قال الحافظ ابن حجر: رواه أصحاب السنن، وابن خزيمة، وعلقه البخاري وقال: إسناده حسن.
وقوله: (ما لا أحصي) أي: مرات كثيرة أحصيها، وهذا الحديث مهم جداً أن نحفظه.