للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٩ - العرشُ إذا سُمِّيَ جهةً ومكانًا وحيِّزًا، فالله تعالى هو ربُّهُ وخالقُهُ، والعرشُ مفتقرٌ إلى الله افتقارَ المخلوقِ إلى خالقهِ، والله غنيٌّ عنهُ مِنْ كلِّ وجهٍ (١).

١٠ - أهلُ السنَّةِ والجماعةِ يثبتونَ أنَّ الله على العرشِ، وأنَّ حملةَ العرشِ أقربُ إليهِ ممَّنْ دونهم، وأنَّ ملائكةَ السَّماءِ العليا أقربُ إلى الله مِنْ ملائكةِ السَّماءِ الثانية (٢)، وأنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم لمَّا عُرجَ بِهِ إِلَى السَّماء صارَ يزدادُ قربًا إلى ربِّهِ بعروجهِ وصعودهِ، وكانَ عروجُهُ إلى الله، لا إلى مجرَّدِ خَلقٍ من خلقهِ، وأنَّ روحَ المصلِّي تَقربُ إلى الله في السُّجودِ، وإنْ كانَ بدنهُ متواضعًا. وهذا هوَ الذي دلَّتْ عليهِ نُصوصُ الكتابِ (٣).

١١ - إنَّ النُّصوصَ كلَّها دلَّتْ على وصفِ الإلهِ، بالعلوِّ والفوقيِّةِ على المخلوقاتِ، واستوائهِ على العرشِ.


(١) درء تعارض العقل والنقل (٧/ ١٧).
(٢) قال الدارمي في «النقض» (ص٢٩٠ - ٢٩١): «كلّ ما كان إلى السّماء أقْرب كان إلى الله أقْرب، وقرب الله إلى جميع خلقه أقْصاهم وأدْناهم واحد لا يبعد عنه شيء من خلقه، وبعض الخلق أقْرب إليه من بعض ... وكذلك قرب الملائكة من الله، فحملة العرش أقْرب إليه من جميع الملائكة - الذين في السموات كلّها ـ، والعرش أقْرب إليه من السّماء السابعة، وقرب الله إلى جميع ذلك واحد. هذا معقولٌ مفْهومٌ إلَّا عند منْ لا يؤمن بأنَّ فوق العرش إلهًا».
(٣) مجموع الفتاوى (٦/ ٧).

<<  <   >  >>