للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

٩٢ - عَن أنس بن مَالك رَضِيَ اللَّهُ عَنْه قَالَ: " كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِذا دخل الْخَلَاء وضع خَاتمه " رَوَاهُ أَبُو دَاوُد، وَابْن مَاجَه، وَالتِّرْمِذِيّ (وَصَححهُ، وَالنَّسَائِيّ وَقَالَ: (هَذَا الحَدِيث غير مَحْفُوظ)، وَالْحَاكِم عَلَى شَرطهمَا. وَقَالَ أَبُو دَاوُد: (وَهَذَا الحَدِيث مُنكر وَالوهم فِيهِ من همام، وَقد رُوِيَ من غير طَرِيقه)).

قد ذكر في هذا الحديث إذا دخل الخلاء وضع خاتمه يعني معنى ذلك أنه يزيل الخاتم من يده ويمكن أن يكون أنه وضعه في جيبه المقصود أنه لا يبقى بارزا والسبب في ذلك أن فيه من ذكر الله لأن الخاتم مكتوب فيه محمد رسول الله فهو ثلاث كلمات محمد ورسول ولفظ الجلالة فمن أجل أنما فيه لفظ الجلالة وأما إذا كان الخاتم ليس فيه ذكر لله عز وجل أو اسم من أسمائه فإن الأمر في ذلك واسع ليس له حرمة الحرمة إنما هي في ذكر الله عز وجل ولما كان خاتم الرسول -صلى الله عليه وسلم- مكتوب فيه محمد رسول الله فكان يضعه ولكن لا يعني ذلك أنه يضعه يعني في الخارج وإنما بدل ما يكون بارزا يكون خفيا والحديث هو ضعيف كما رواه أبو داود وقال إنه ضعيف منكر وكذلك ذكره الشيخ الألباني في ضعيف سنن أبي داود وقال إن الجمهور على تضعيف هذا الحديث.

٩٣ - وَعَن الْمُغيرَة بن شُعْبَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْه قَالَ: " كنت مَعَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي سفر فَقَالَ: يَا مُغيرَة خُذ الْإِدَاوَة، فأخذتها، فَانْطَلق رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ حَتَّى توارى عني فَقَضَى حَاجته " مُتَّفق عَلَيْهِ.

ثم ذكر هذا الحديث عن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه وهو في أن من آداب قضاء الحاجة التباعد عن الناس وأن لا يكون قريبا من الناس عندما يقضي حاجته يتباعد ولهذا المغيرة رضي الله عنه في الحديث الطويل الذي فيه أنه لما رجعوا من غزوة تبوك معه الإداوة التي فيها الماء وذهب وتوارى ثم جاء إليه وصب عليه ويتوضأ وقد مر أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- قال: «دعهما فإني أدخلتهما طاهرتين» فالحديث أورده هنا في آداب قضاء الحاجة من أجل قوله: «حتى توارى» وذلك أن الإنسان عندما يقضي حاجته لا يكون عند الناس ولا قريب من الناس وإنما يبتعد عن الناس ويقضي حاجته بعيدا منهم فإذًا من آداب قضاء الحاجة التباعد عن الناس.

<<  <   >  >>