للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

[الدرس الرابع والعشرون]

٢٢١ - وَعَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ، عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ: " إِنَّمَا جعل الإِمَام ليؤتم بِهِ فَإِذا كبر فكبروا، وَإِذا ركع فاركعوا، وَإِذا قَالَ: سمع الله لمن حَمده فَقولُوا: اللَّهُمَّ رَبنَا لَك الْحَمد وَإِذا صَلَّى قَائِما فصلوا قيَاما وَإِذا صَلَّى قَاعِدا فصلوا قعُودا أَجْمَعُونَ " مُتَّفق عَلَيْهِ، وَلَفظه لمُسلم.

فهذا الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه بين فيه الرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم- أن الإمام إنما جعل ليؤتم به فيتابع فلا يتقدم عليه ولا يتأخر عنه وإنما يؤتى بالأعمال بعده مباشرة بدون مسابقة وبدون موافقة وبدون تخلف وإنما بعده مباشرة هذا هو الذي أرشد إليه الرسول -صلى الله عليه وسلم- في هذا الحديث وأحوال المأموم مع الإمام أربع حالات هي المسابقة بأن يأتي بالأفعال قبل الإمام، والثاني أنه يوافقه معناه أنه لا يتقدم عليه ولا يتأخر، والثالث أنه يتابع فيأتي بعده مباشرة بدون تخلف، والرابع التخلف وهو أنه يتأخر عنه ويتخلف عنه فهذه أمور أربعة المشروع منها هو المتابعة التي هي كونه يأتي بالأعمال بعد إمامه لا يوافقه ولا يسابقه ولا يتأخر عنه قال -صلى الله عليه وسلم-: «إنما جعل الإمام ليؤتم به فإذا كبر فكبروا -يعني إذا كبر للإحرام وقال الله أكبر يقول المأمومون بعده الله أكبر بدون فاصل وبدون تأخر- وإذا ركع فاركعوا -يعني أنهم عندما يركع يتابعونه في الركوع لا يتخلفون عنه ولا يسابقونه ولا يوافقونه- وإذا قال سمع الله لمن حمده فقولوا اللهم ربنا لك الحمد -وسمع الله لمن حمده يقولها الإمام والمنفرد وأما المأموم فإنه لا يقولها ما يقول سمع الله لمن حمده وإنما يقولها المنفرد الذي يصلي وحده والإمام يقول سمع الله لمن حمده وأما ربنا ولك الحمد فيقولها كل مصل يقولها الإمام والمنفرد ويقولها المأموم وأما سمع الله لمن حمده يقولها الإمام والمنفرد هؤلاء هم الذي يقولون سمع الله لمن حمده ومعناها استجاب الله لمن حمده هذا هو معنى سمع في المواضع التي فيها استجابة فإنه يراد بها الاستجابة ولا يراد بها أنه سماع الكلام لأن الله عز وجل سمعه وسع جميع المسموعات وبصره وسع جميع المبصرات لكن هذه ليست من هذا القبيل هذه بمعنى الاستجابة ولهذا جاء في بعض الأحاديث التعوذ من دعوة لا يستجاب لها فإذًا سمع الله لمن حمده هذه معناها استجاب الله لمن حمده أي أن الله تعالى أجاب دعاء من حمده ولهذا إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام لما قال: (رب هب لي من الصالحين) هذا دعاء وقد أجاب الله دعاءه بأن وهب له إسماعيل وإسحاق كما جاء في الآية الأخرى: (الحمد لله الذي وهب لي على الكبر إسماعيل وإسحاق إن ربي لسميع الدعاء) يعني مجيب الدعاء ليس المقصود أنه سماع الصوت وسماع الكلام فإن سمع الله واسع لكل شيء لكن سمع هنا بمعنى استجاب فإذا قال سمع الله لمن حمده فقولوا ربنا ولك الحمد يعني لا يقولون سمع الله لمن حمده وإنما يقولون ربنا ولك الحمد وإنما الذي يقول سمع الله لمن حمده الإمام والمنفرد والمأموم يقول ربنا ولك الحمد ولا يقول سمع الله لمن حمده- وإذا صلى قائما فصلوا قياما -يعني يتابعونه- وإذا صلى قاعدا فصلوا قعودا أجمعون» والمقصود بذلك أنه إذا صلى قاعدا وهو الإمام إمام الحي وفيه علة طارئة يرجى زوالها أما إذا كان إمام الحي علته لا يرجى زوالها وإنما هو متعب لا يستطيع أن يقوم فلا يأتي ليصلي بالناس بل يصلي غيره ولكن إذا طرأ علة يرجى زوالها فإنه هو الذي يصلي الناس وراءه قعودا.

<<  <   >  >>