٢٢٠ - وَعَن عَائِشَة قَالَت:" كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يستفتح الصَّلَاة بِالتَّكْبِيرِ وَالْقِرَاءَة ب {الْحَمد لله رب الْعَالمين} وَكَانَ إِذا ركع لم يشخص رَأسه وَلم يصوبه وَلَكِن بَين ذَلِك، وَكَانَ إِذا رفع رَأسه من الرُّكُوع لم يسْجد حَتَّى يَسْتَوِي قَائِما وَكَانَ إِذا رفع رَأسه من السَّجْدَة لم يسْجد حَتَّى يَسْتَوِي جَالِسا وَكَانَ يَقُول فِي كل رَكْعَتَيْنِ التَّحِيَّة، وَكَانَ يفرش رجله الْيُسْرَى وَينصب رجله الْيُمْنَى وَكَانَ ينْهَى عَن عقبَة الشَّيْطَان وَينْهَى أَن يفترش الرجل ذِرَاعَيْهِ افتراش السَّبع، وَكَانَ يخْتم الصَّلَاة بِالتَّسْلِيمِ " رَوَاهُ مُسلم.
ثم ذكر هذا الحديث عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يستفتح الصلاة بالتكبير يعني تكبيرة الإحرام وهي التي تكون مفتاح الصلاة أول شيء يؤتى به تكبيرة الإحرام لأنه يحرم بها ما كان حلالا قبلها والقراءة يبدؤها بـ (الحمد لله رب العالمين) يعني لا يذكر بسم الله الرحمن الرحيم وإنما يجهر بـ (الحمد لله رب العالمين) والبسملة يأتي بها سرا لا يجهر بها فكان يبدأ الصلاة بـ (الحمد لله رب العالمين) ما يقول بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وإنما يأتي بالحمد، وقد جاء في حديث آخر صحيح وهو حديث قدسي الذي يقول فيه الله عز وجل: «قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين -يعني قسم القراءة قراءة الفاتحة- فإذا قال: الحمد لله رب العالمين قال حمدني عبدي -ما قال إذا قال بسم الله الرحمن الرحيم وإنما بدأ بالحمد لله رب العالمين فيذكر الأشياء التي أولها لله عز وجل وفي آخرها للعبد لكن المقصود من ذلك أنه لا يبدأ ببسم الله الرحمن الرحيم وإنما يبدأ بـ الحمد لله رب العالمين، وكان إذا ركع لم يشخص رأسه يعني لم يرفعه ولم يصوبه بحيث يخفضه وإنما بين ذلك بحيث مقدم رأسه محاذي لمؤخره هذه الهيئة التي يكون عليها الركوع، وأنه إذا رفع رأسه من الركوع لا يسجد مباشرة بدون أن يثبت قائما وإنما يستقر قائما، وكذلك الجلسة بين السجدتين يستقر فيها جالسا، وكان يقول في كل ركعتين التحية يعني معناه يأتي بالتشهد بعد الركعتين الأوليين ثم في آخر الصلاة يأتي بالتشهد والصلاة على الرسول -صلى الله عليه وسلم- لأن التشهد الأول يقتصر فيه على التشهد وإن أتى بالصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- فإن ذلك سائغ وأما التشهد الأخير فيؤتى به بالتشهد ويؤتى بالصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم-، وكان يفرش رجله اليسرى ويجلس عليها في التشهد الأول وبين السجدتين يفرش اليسرى ويجلس عليها وينصب اليمنى ويجعل أصابعها إلى القبلة كما سبق أن مر، وكان ينهى عن عقبة الشيطان وهي الإقعاء الذي كإقعاء الكلب هذه الجلسة المذمومة التي يكون فيها مقعيا كإقعاء الكلب والكلب عندما يقعي فإنه يجعل مؤخره على الأرض وينصب ساقيه ويمد يديه إلى جهة الأمام ويضعها على الأرض هذه هي هيئة إقعاء الكلب المذمومة والتي وصفها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بأنها عقبة الشيطان لكن جاء عن النبي -صلى الله عليه وسلم- صفة أخرى للجلوس بين السجدتين بالإضافة إلى الافتراش أنه ينصب القدمين ويجعل إليته على عقبيه وهذا هو الذي جاء في صحيح مسلم عن أنس رضي الله عنه أنه كان يقعد هذه القعدة بين السجدتين وقد جاء عنه هذا وهذا فهذا كله صحيح فالافتراش صحيح والجلوس الذي هو على عقبيه صحيح وكل منهما ثابت عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بين السجدتين إلا أن الافتراش يكون أيضا في التشهد الأول ولا يكون الجلوس على العقبين في التشهد الأول وإنما هو خاص بين السجدتين لأن الجلسة فيها أقل من التشهد الأول، وينهى أن يفترش الرجل ذراعيه افتراش السبع وذلك لأن السبع الذي هو الكلب والسباع تبسط يدها من الذراع إلى أطراف الأصابع فالإنسان عندما يفعل هذه الفعلة المحرمة يعني معناه أنه يضع يده على الأرض مفترشا إياها من المرفق إلى أطراف الأصابع هذا هو افتراش الكلب وهو منهي عنه وقد جاء في هذا الحديث الصحيح وغيره من الأحاديث، وكان يختم الصلاة بالتسليم يعني يبدؤها بالتكبير ويختمها بالتسليم.