للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

[الدرس الثامن والعشرون]

٢٦٣ - وَعَن عبد الله بن مَسْعُود قَالَ: " كُنَّا إِذا صلينَا خلف رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قُلْنَا: السَّلَام عَلَى جِبْرِيل وَمِيكَائِيل، السَّلَام عَلَى فلَان وَفُلَان، فَالْتَفت إِلَيْنَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ: إِن الله هُوَ السَّلَام، فَإِذا صَلَّى أحدكُم فَلْيقل: التَّحِيَّات لله والصلوات والطيبات، السَّلَام عَلَيْك أَيهَا النَّبِي وَرَحْمَة الله وَبَرَكَاته، السَّلَام علينا وَعَلَى عباد الله الصَّالِحين فَإِنَّكُم إِذا قُلْتُمُوهَا أصَاب كل عبد صَالح فِي السَّمَاء وَالْأَرْض. أشهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله وَأشْهد أَن مُحَمَّدًا عَبده وَرَسُوله ثمَّ ليتخير من الدُّعَاء أعجبه إِلَيْهِ فيدعو " مُتَّفق عَلَيْهِ وَاللَّفْظ للْبُخَارِيّ.

٢٦٤ - وَله أَيْضا قَالَ: " كُنَّا إِذا كُنَّا مَعَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي الصَّلَاة قُلْنَا: السَّلَام عَلَى الله من عباده، السَّلَام عَلَى فلَان وَفُلَان، فَقَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ: لَا تَقولُوا السَّلَام عَلَى الله فَإِن الله هُوَ السَّلَام ".

-

هذه الأحاديث التي أولها حديث ابن مسعود رضي الله عنه من الأحاديث التي فيها بيان التشهد والصلاة على الرسول -صلى الله عليه وسلم- وقد ذكر هذا الحديث الذي فيه أنهم كانوا يصلون مع النبي -صلى الله عليه وسلم- وأنهم يقولون السلام على فلان وفلان السلام على جبريل وميكائيل السلام على فلان وفلان يسمون أسماء يسردونها فالرسول -صلى الله عليه وسلم- قال إذا صليتم فإنكم تقولون السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، فإذا قال الإنسان السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين شملت كل عبد صالح في السماء والأرض فلا يحتاج أن يقول جبريل وميكائيل وفلان وفلان وإنما إذا قال السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين فإنها تشمل كل عبد صالح في السماء والأرض ثم اللفظ الثاني الذي قال أنهم كانوا يقولون السلام على الله من عباده السلام على جبريل وميكائيل، قولهم السلام على الله من عباده نهاهم الرسول -صلى الله عليه وسلم- أن يفعلوا هذا وذلك أن الله عز وجل هو السلام ومنه السلام والسلام على فلان دعاء له والله عز وجل يدعى ولا يدعى له إذا قال يا الله يا رحمن يا رحيم لكن ما يدعى له لأن الذي يدعى له هو المخلوق فالمخلوق يدعى له ولا يدعى، غير الله يدعى له ولا يدعى والله عز وجل يدعى ولا يدعى له لأنه هو الذي منه السلام فلا يدعى له بالسلامة وإنما هو السلام الذي سلم نفسه واتصف بكل كمال سبحانه وتعالى أما المخلوقون فهم الذين يدعى لهم ولا يدعون، لا يطلب من غير الله عز وجل ولا يسأل غير الله شيء ما يقال يا فلان أغثني يا فلان أعطني كذا يا فلان حقق لي كذا وإنما شأنه أن يدعى له فيقال بالنسبة للرسول -صلى الله عليه وسلم- اللهم صل على محمد يطلب من الله عز وجل أن يصلي عليه وكذلك المسلمون يدعى لهم وأما الله عز وجل فإنه يدعى ولا يدعى له.

<<  <   >  >>