١٦٠ - عَن عبد الله بن عَمْرو أَن نَبِي الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ:" وَقت الظّهْر إِذا زَالَت الشَّمْس وَكَانَ ظلّ الرجل كَطُولِهِ مَا لم يحضر الْعَصْر، وَوقت الْعَصْر: مَا لم تصفر الشَّمْس، وَوقت [صَلَاة] الْمغرب: مَا لم يغب الشَّفق، وَوقت صَلَاة الْعشَاء إِلَى نصف اللَّيْل الْأَوْسَط، وَوقت صَلَاة الصُّبْح: من طُلُوع الْفجْر مَا لم تطلع الشَّمْس، فَإِذا طلعت الشَّمْس فَأمْسك عَن الصَّلَاة فَإِنَّهَا تطلع بَين قَرْني شَيْطَان ". وَفِي لفظ:" وَقت صَلَاة الْمغرب إِذا غَابَتْ الشَّمْس مَا لم يسْقط الشَّفق " رَوَاهُ مُسلم.
الشيخ الحافظ محمد بن أحمد بن عبد الهادي رحمه الله عقد هذه الترجمة لمواقيت الصلاة والصلاة الله عز وجل فرضها في أوقاتها وقد جاء بيان أوقاتها في سنة الرسول -صلى الله عليه وسلم- من قوله وفعله فإنه بين في قوله أوقات الصلوات وبين بفعله أيضاً أوقات الصلوات حيث صلى كل صلاة في وقتها وقد أورد حديث عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما الذي في صحيح مسلم وقد رواه من خمسة طرق يعني لهذا الحديث وقال في أولها أن نبي الله -صلى الله عليه وسلم- قال: وقت الظهر إذا زالت الشمس وكان ظل الرجل كطوله ما لم يحضر العصر يعني إذا كان وقت الظهر وأنها إذا زالت الشمس بداية وقتها وأنه يستمر وقتها إلى دخول وقت العصر فإن وقت العصر متصل بوقت الظهر ليس بينهما فاصل ليس بينهما يعني مدة لا تعتبر من هذا ولا من هذا بل إذا خرج وقت الظهر دخل وقت العصر ودل هذا الحديث على أن صلاة الظهرِ تبدأ من الزوال وتستمر حتى يكون طول الرجل يعني مثل ظله ثم بذلك يخرج وقت العصر وإذا دخل وقت صلاة العصر فإن هذا بداية وقتها ويستمر إلى اصفرار الشمس وهذا الاستمرار إلى اصفرار الشمس فهذا الوقت الاختياري وإلا فإن هناك وقت آخر للظهر والعصر وهو إذا يعني الاختيار من دخول وقت العصر الذي هو يكون ظل الشيء يعني مثله إلى أن تصفرّ الشمس وإذا اصفرت الشمس فإنه وقتاً أيضاً إلا أنه وقت اضطراري لا يجوز التأخير إليه ولكن من نام واستيقظ بعد اصفرار الشمس وقبل أن تغرب فإنه قد أدرك الصلاة في وقتها فإذاً الاضطراري هذا لا يصار إليه إلا عند الضرورة كنومٍ أو نسيان أو غير ذلك من الأشياء التي يعني يكون فيها الاضطرار ووقت صلاة المغرب يعني من المغرب مالم يغب الشفق يعني إلى دخول وقت العشاء ووقت دخول العشاء إذا غاب الشفق فهذا مثل الظهر والعصر الوقتان ليس بينهما فاصل فإذا خرج وقت المغرب دخل وقت العشاء ووقت صلاة العشاء إلى نصف الليل الأوسط إلى نصف الليل وهذا الوقت الاختياري وأما الاضطراري فهوا إلى طلوع الفجر كما جاء ذلك مبيناً في سنة الرسول -صلى الله عليه وسلم- في صحيح مسلم ليس من التفريط إنما التفريط على من يؤخر الصلاة حتى يأتي وقت الصلاة التي بعدها ولكن بعد نصف الليل إلى طلوع الفجر هذا وقتٌ اضطراري مثل من اصفرار الشمس إلى الغروب وقتٌ اضطراري ووقت صلاة الفجر من طلوع الفجر يعني الفجر الصادق الذي يعترض في الأفق ويستمر حتى طلوع الشمس يستمر وقتها إلى طلوع الشمس «فإذا طلعت الشمس فأمسك عن الصلاة فإنها تطلع بين قرني شيطان» يعني معنى ذلك أنه إذا طلع الشمس يمسك عن الصلاة وإذا كان الانسان قد نام ولم يستيقظ إلا بعد هذا فإنه يصلي بعد طلوع الشمس قضاءً لكنه لا يصليها عند البزوغ وعند الطلوع يعني كما سيأتي في أوقات ثلاثة لا يصلى فيهن يعني عند طلوعها وعند زوالها وعند غروبها «وقت صلاة المغرب إذا غابت الشمس مالم يسقط الشفق» هذا بيان البداية هو النهاية إذا غربت الشمس بعد وقت المغرب وإذا سقط الشفق يعني دخل وقت العشاء وخرج وقت المغرب ثم إن الإمام مسلم رحمه الله لما ذكر حديث عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما من خمسة طرق يعني أتى بأثرٍ رواه عن شيخه يحي بن يحي التميمي عن عبدالله بن يحي ابن أبي كثير اليمامي يروي عن أبيه أنه قال: لا يستطاع العلم براحة الجسم، وهذا يدل على أن الانشغال بالعلم والجد والاجتهاد أنه مطلوب وأنه لا يحصل العلم إلا بالتعب والنصب والمشقة وقد ذكر هذا الأثر بعد هذا الحديث الذي ذكره خمس طرق ولعله ذكره إياه أنه لما رأى هذه الاحاديث أو هذا الحديث الواحد يعبر خمس طرق وأن يعني تذكر أن الانشغال بالعلم وأنه لا يحصلان إلا بالجد والاجتهاد فأتى بذكر هذا الأثر قال: لا يستطاع العلم براحة الجسم.